القلم

تركني القلم وحيدة
هجرني بلا عودة
افتقدته كثيرا
ورجوته كثيرا
ان يعود…
غار قلمي من لساني
ظنني أخونه
لم يفهم ان رفقة لساني لن تدوم
وان لساني سيبيت بلا نفع قريبا
قلمي يأبى الرجوع
فهو لا يقبل الا بالبطولة

هي

تُتلف هي فاختنق
تُجرح هي فأبكي
تُسحق هي فـاصرخ
إلهي
إلى متى يطول انتظار
بات يأكل منا وينهش فينا
هي تؤمن وانا اعجز
هي تصبر وانا اثور
اعجز عن الكلام
يعجز قلبي عن التجبير
يعلو صوت الأنين فيملأ الأرجاء
عساني اكترث أكثر منك؟
عساني اابة أكثر منك ؟
يتلفنا الانتظار كل يوم
تأبى الخنوع
ترفض الاستسلام
لن تسلم الراية وترحل
لن ترضى بأقل
من ملئ البركة
ملئ الوعد
والثمن هو ملئ المخاض
ملئ الأنين
حتى يأتي الزمان
الميعاد
ولحينها اطلب الرحمة
لها ولي في انتظار طال دون بصر
دون مطر
دون ادنى فهم

وفُتح الباب

وفُتح الباب ..وسمعت صراخاً وصياحاً .. سمعت اسمي مقترناً بسباب لا ينقطع .. نظرت بجانبي فلم أجده .. لا أعلم أين ذهب ولكني لم اتوقع منه البقاء ..رغم عُريجسدي إلا اني لم اشعر بأي شيء .. لم اشعر بخزي أو حتى برهبة .. فلقد ماتت كل هذه المشاعر بداخلي منذ زمان لم أعُد حتى اتذكره ..لم اتفاعل معهم .. لم اصرخ وإذ ما بداخلي سوى جليد ..جذبوني بعنف ..وبدأت اللطمات تنهال عليَّ من كل اتجاه ولكن هذا أيضًا لم أشعر به ..فإذ كل إحساس لديَّ قد مات منذ زمن .. فقد تحولت إلى جماد لا يشعر منذ سنين لم أعد اذكر حتى عددها .. لقد تعودتُ الإهانة والإزدراء في عيون الجميع لي .. جروني في الطرقات وقد علمت حينذاك أن مصيري هو الموت وتوقفت كل حواسي عن العمل .. وبدأت أعيش الموت الذي يستحيل الهروب منه .. لقد انتهى كل شيء وانتهيت أنا .. ماذا أنا؟ .. لا شيء .. إنسانة فاقدة للإحساس وفاقدة لكل رغبة في الحياة ..فـأنا اذن لا شيء .. لا عوز لي في العالم و لن يذكرني أحد متى رحلت عن هذه الدنيا .. تجرَّح جسدي إثر الإرتطام بالأرض وهم يجروني .. أعياني التعب وغطت الدماء عينيَّ .. وقربت النهاية ..اجتمع الناس وأمسكوا بالحجارة ..الحجارة التي باتت أملي الوحيد في الخلاص من هذا الموت الذي أنا أحياه لأنتقل بعدها إلى موت لست مضطرة أن أحيا فيه .. وانتظرُت النهاية ..ونادوه حتى يصدر حكمه عليَّ ..لم أكن قابلته من قبل حين ذاك ..لقد سمعت عنه كثيراً من نفوس مريضة شفاها ولكني لم أجد أي سبب يدفعني لمحاولة لقائه ..هو كان يشفي المرضى ويقيم الموتى ..أما أنا فلم أكن مريضة ولم أكن مائتة .. بل كنت أحيا الموت كل يوم .. ماتت حواسي بالتدريج .. جُرحت مشاعري حتى انعدم وجودها .. أُهينت كرامتي حتى اصبحت بلا كرامة .. وهكذا صرت جسدا ًيحيا بلا نفس بلا سبب وبلا هدف في انتظار الموت الحقيقي وجاءت اللحظة التي قرر فيها الشعب أن يصنع مني فخا ليوقع به .. لم ينظر اليَّ رغم عُريي .. لم ينظر إلى جسدي الذي كان يدفع فيه الناس مالهم ولم تتقابل عينانا .. فانتظرت حتى يفرغون من استجوابه حتى ألاقي مصيري الذي بت انتظره بفارغ الصبر .. طالبوه بالحكم عليَّ ..لم أعرف الهدف إذ أن الحكم معروف .. لم اكترث ولم أنظر اليه وثبَّتُ عيناي في التراب الذي كنت ملقاة عليه مقيدة ..سكت كثيرا ثم أخرج عبارة دعتني للسخرية بداخلي .. من يظن أنه” حي أكثر منها “ فليصدر عليها حكم الموت وينفذه ..وهنا انتظرت سيل الحجارة ..ولكنه لم يأتِ .. جلس هو بجانبي يعبث بالتراب باصبعه ..سمعت همهمة وسمعت الحجارة تلقى على الأرض تباعاً ..حتى صرت لا أسمع همهمة ولا حجارة ..لا شيء ..لم أسمع سوى صوت أنفاسه بجانبي .. استفقت من ذهولي وقررت أن أرفع عينيَّ لأنظر اليه .. وشعرت حينذاك بطوفان يصعد بداخلي .. نار بداخلي حتى خُيِّل لي أنني احترق فعلاً .. نظرت اليه فلم ينظر الي .. جاءت الجملة ..ولا أنا أدينك ..وحينها نظرلأول مرة في عينيِّ ..اخترقت نظرته كياني ..غمرت كل حاضري ومستقبلي ..وشعرت بالحياة تعود لجسدي .. مرت كل ذكرياتي المؤلمة التي ظننتها ماتت بداخلي امام عينيَّ .. مرت دون ألم .. استفاقت روحي على نظرة أعادت لي الحياة .. فلقد لمست النظرة كل أشلاء نفسي وجمعتها وأعادت لها الحياة .. فحُفرت تلك النظرة في وجداني واصبحت هي الإعلان عن عودتي للحياة وعن استحالة موتي مهما مر الزمن ومهما ضاعت الشطوط..فلقد نظر هو الي دون غيره ..هو الداعي الغير موجود كانه موجود وكانت نظرته فقط كافية لإسترجاع الكيان الذي بات من النسيان. لقد قومت نظرته انحناءة روحي ونفسي معا. لقد ذاب ماضي كالشمع وبني مستقبلي من حب.فـسرت أسيرة لحب عاد فأحياني ولنعمة قد اكتنفتني وغيرت شكل أيامي ومسار سنيني.

الارتباط

أفكر كثيرا في معنى -الارتباط- وفحواه اللفظي والفعلي ..في فالواقع أنا لست مرتبطة بأي شيء يذكر ..لا بمكان ولا باشخاص ولا حتى بنوعية معينة من الطعام ..كبرت وتر عراعت على هذا الفكر وهذا الواقع واذ بي أصدم كطفلة أنه ليس لي لونا مفضل كباقي الاطفال ولا لعبة مفاضلة ولا بالطبع دمية مفضلة اذ اني كنت اكره الدمى كرها مبالغ فيه أحيانا ..المهم..الحقيقة المجردة هي أنه ليس لي لا لون ولا طعام ولا مكان مفضل وكذلك لست أمارس أي نوع من أنواع الروتين..فـأنا لا استيقظ في معاد محدد وبالتالي لا أنام في معاد محدد مهما كان عليَّ من التزامات في الصباح أو المساء ..أنا أيضًا لا أأكل في معاد محدد ولا كمية محددة ولا حتى اصناف محددة من الطعام.. لا أمارس الرياضة بإنتظام ولا حتى اقرا بإنتظام ..يظن البعدض إني اقضي نصف عمري في القراءة ولكن هذا ليس صحيح..لقد قطعت على نفسي عهد ان لا اقرأ في الأماكن العامة مقتنعة أنا هذا يضعف من قدرتي الاجتماعية ..لست وا ثقة من صحة هذه النظرية ولكني أعرف اني اذهب كل مدة لا استطيع حتى تحديدها بسبب عدم رتنياتها إلى المكتبة وابتاع مالا يقل عن ثلاثين كتابا لا يخلو طبعا من كتاب ل نجيب محفوظ وآخر ل الحكيم وآخر ل فاروق جويدة واذ حالفني الحظ و ذهبت إلى مكتبة تبيع الكتب الألمانية وهذا ليس بنادر الحدوث طبعا اشتري كتابا ل امانويل كانت وآخر ل برتلت برشت واعود سعيدة إلى المنزل ل اكتشف إن كتب كل من نجيب محفوظ والحكيم مكررة وعندي منها أكثر من نسخة ولا اكترث كثيرا وأفتح الكتب وأبدأ في القراءة ..من ثم ترسم خطة العشرة أيام المقبلة ..استيقظ ل أفتح كتاب جديد اقرأ فيه حتى انتهي منه وأبدأ غيره ..تمر العشرة أيام كأنها يوم لأدرك انني انتهيت من كل الكتب الجديدة واني لا اعرفه أي شيء بالمرة عن العالم الخارجي الذي لا يعنيني كثيرا في هذه اللحظة من حياتي ..واعود للحياة ..بلا أي تخطيط أو تفكير في المرة القادمة التي سأذهب فيها لأعيد الكرة مرة أخرى ..لا اعرف لماذا أنا لا اقرا كل يوم..اهذا لاني اكره الروتين ام لكسلي الشديد ..أمي كانت لتجاوب ان كسلي الشديد هو من يحول بيني وبين كل شيء أحب ان افعله..صديقتي كانت لتقول إني فقط أحب التنوع والتنويع فـأفعل اشياءا مختلفة اينعم عددها يفوق الخيال أحيانا ولكنني اجد متعة فالتغير نفسه ..أما صديقي فـكان سيقول اني مشتتة بصفة مستمرة ولا اشعر بالرضا مهما فعلت فـأحاول ان ارضي نفسي بفعل أشياء مختلفة ..أما أنا فأقول وجعته دماغي أنا ماشية ..نعود إلى فكرة الارتباط..أنا اعشق البحر ويعتقد كل الناس ومن ضمنهم أنا أحيانا اني مرتبطة بالبحر ارتباطا وثيقا حتى إني كدت اتحول إلا سمكة اذ يدعوني البعض عروسة البحور وبغض النظر عن كرهي الدفين لهذا اللقب ..متى كانت آخر مرة جلست أنا فيها على كورنيش الاسكندرية ؟..لا اتذكر ..لماذا لا أشارك في ماراثون الدراجا ت الذي يقام على الكورنيش كل أسبوع؟..لا أعلم طبعا .. أسمع انساني العميق يقول حاليا هذا بسبب كسلك المستفحل الذي يصل إلا حد النوم بدلا من التسنكح بالدا رجة عالكورنيش يوم الجمعة في الثامنة صباحا..انساني العقلي الذي يتميز بالعمق أحيانا والعك احيانا أخرى يقول لي اني اكره ان يفقد الشيء الذي أحبه معناه نتيجة للتكرار وهذا مايدفعني للمشاركة في الماراثون على فترات متباعدةوالقراءة المكثفة بين الحين والمين .. ماذا عن الرياضة؟!؟ تقفز في مخيلتي كمية من المشا هد والصور لا حصر لها .. ويأتي السؤال الذي يسألني إياه كل اولياء أمور اصدقائي الذين كانوا ياحتازون بي كقدوة لتحفيز بناتهم على الرياضة والثقافة والإنجاز العلمي معا وكل فشنكاح يخطر على بالك الان .. أخبار الباسكت إيه؟؟..بطلتي؟؟ ازاي؟ بعد كل السنين ديه ؟..خسارة دانتي كنتي ..من ثم تأتي صفات كثيرة لا اود الدخول فيها حقيقة فـمنها الحيواني مثل دانتي كنتي غزالة في الملعب ..كنتي بتجري زي الحصان ..يا بنتي إنتي كنتي وحش ..ومنها وهو القليل مايصف طريقة لعبي بإسلوب تكنيكي صحيح ..فـأجد نفسي اختلق اعذار مختلفة ..حينما كان الا مر جديدا عليَّ كنت اخترع قصة جديدة كلمة سوئلت من ثم ادركت ان مجتمع كرة السلة المصري ليس بالمجتمع الذي يستهان بيه حيث بدأت أنا في سمع أسباب تقال على لساني لم تكن قد اجتاحت مخيلتي من قبل..فـقررت ان أفبرك قائمة من الاسباب استخدمها كلما سألني أحد..أنا فعلا لا اعرف السبب..لا انكر مدى اهميتها بالنسبة لي ولا كم اخذت من تفكيري ووقتي لسنين عديدة..لماذا قررت التوقف؟!..لا أعلم لعله الروتين وعدم قبولي له..كم من مرة ذهبت مع اصدقائي لألعب للتسلية فقط خلال الثلاث سنوات الماضية ..مرتين ..كم من مرة حلمت وأنا نائمة اني ألعب ؟..كل يوم ل مدة ثلاث سنوات ..لماذا؟..طبعا لا اعرف .. أنا وصديقتي نتقابل مرة كل شهر أو ربما أكثر ونحن لا نفكر ولا نحسب ..فكرت في هذه الفكرة منذ أيام فقط ..فـنحن نفتقد بعضنا الآخر أحيانا وبرغم ازدحام عوالمنا المختلفة تماما فـنحن لا نسعى لللقاء بمعدلات أكثر ..الحقيقة ان أنا وهي نكره الروتين ونكره التكرار ونكره الجد اول التي تنص على متى نفعل ماذا وكم مرة نفعله ..اذا تقابلنا لايام متتالية لأي سبب ناخذ بعدئذ قسطا لا بأس به من الراحة قد يمتد ل أسبوع بلا تعامل ..الخلاصة اني أقدر الاشياء والافعال والاشخا ص لحد قد يمنعني عنهم حتى لا يفقدون سحرهم وطبعا هذا ليس السبب الحقيقي فالحقيقة إني أعاني من كسل جشع ياكل في وجداني ويشكل أيامي على نحو لم يعد يروق لي ..بس كده !

وهو يدور

تركت العالم يدور
و الحياه تسير
وجلست ألاحظ و أراقب من بعيد
و إذا بي أتحول من صانعة للحياه
إلى مراقبة لزمن بات من الإبهام
اشاهد الصور أو أذرف دموعاً
على زمن قد ولى وانا في ثبات
رأيت الأحلام تتبخر
و الظنون تتحطم
وأنا كما أنا
أراقب في حقد و غل أحياناً
وفي عدم اكتراث أحياناً أخري

لماذا؟

لماذا؟ أو بالاحرى كيف ؟ ابهذه السهولة ينتهي كل شيء وكأن شيئا لم يكون وكأن السنون لم تمضي ؟ العلي استطيع النسيان ام اني سأعاني من انعدام وزن وقتي يعصف بي حتى ينتهي ماتبقى مني أو ربما يتحول ؟ هل سأنسى ماحدث ؟..لا أظن ..لقد قلت لي ان الوقت سيمحي ماحدث وسوف لا نتذكر هذا بعد فترة ..ولكني تعبت ..تعبت من كثرة النسيان والفقدان ..عصف بي الزمن عصفا شديدا واصبح النسيان في قيد المحال والترك بالامر العسير والكتمان باالامر المستحيل.. اشعر أحيانا ان الزمن لا يعرف غيري وان ليس له متعة سواي..أسأل لماذا وتأتي الإجابة “عادي ” ..ما السبب ؟ ماذا فعلت حتى استحق هذا ؟ وتكون الإجابة حاضرة دائما وهي “عادي ” و قاموس الدنيا قد تم اعدامه شنقا أو حرقا..كرهت الكلمة وكرهت معانيها وكناياتها كرهت كم اصبح كل شيء عادي وكيف ان الحوار قد أعدم أيضًا دون محاكمة وبقيت “لماذا” وحيدة في قاموسها الذي بت احمله وحدي…

أحقا  نتغير؟

ام  تخرج  منا السنين  عبق

كان فينا يوم  بعثنا

وتزداد  الصورة وحشة

اذ نسعى ان  نتراءي

كما حلمنا ان نكون يوما

عسانا نستطيع ؟

انقدر ان نصنع من انفسنا انفس اخرى

أو نقدر ان نصنع من غيرنا  أناس أخرى

ام هي سنين تمضي وساعات تمر

تأخذ فيها الصورة شكلها الاخير

دون تغير أو تعديل

أهي صورة حفرت فينا

ام خلقنا لنكملها  عنوة

لعلها بوادر وبذور مضلى

نصنع بيها ما شئنا  وحلمنا

حتى بعد السنين ندرك

اننا اصبحنا مااردنا

ان نكون عليه سلفا

الشر..
أيحيى الشر فينا
ونعيش بيه كامناً فينا
نولد به ويكبر فينا
أم نكتسبه مع مرور الأيام
أيصنع القاتل في يومٍ؟
أم القاتل قائمٌ فيه منذ ولد
أين هو الخط الفاصل
أكلنا عرضةٌ لهذا الشر؟
أنحمل شراً وخيراً
ونترك للظروف القرار
أهو قرارٍ أم غصبن أم ظلمٍ
الذي يجعل الفارق بين هذا وذاك
للظروف تقرره
 

أأنا لغز لنفسي و لكل مخلوق
ام أنا أية ابدع الخالق فكونها
ايمكن ان أعرف او اعرف كما عُرفت
ام سابقي لغز يحير الكل
أيا تري أنا الغموض مُفتعلة؟
اما أنا هو و هو انا
أهي نفس عن السكون باحثة
ام من شدة الألم صارخة؟
ام هي هذا و ذاك حتي اصبح السراب
هو بعينه..الهدف

تقولون  أني اتفاخر
وبفنِ الأحرف اتسامر
وازين المعاني للهوِ
ولكني وراء هذا لست بساعية
لا اجد في قلمي سببً للشموخِ
ولا في عبثي سبب للرضوخِ
فالقلم صديق العبثِ
والعبثِ هو هو القلم
فهي سطور تكتب بماء
علي صفاتٍ من هواء
في قلب وههمٍ
موهومٌ هو أيضاً انه باقٍ